أزمة الهوية الوطنية العراقية ما بين الأنظمة السلطوية وصراع الثقافات

الملخص

لا شك ان هناك ازمات ومشاكل كثيرة تهدد العديد من الدول وبالذات دول العالم الثالث بالتصدع والانهيار، ومن أكثر وأخطر الازمات جدلا الهوية الوطنية كونها تعتبر المسؤولة عن الشعور المشترك بين ابناء المجتمع الواحد بأنهم متميزون عن غيرهم من المجتمعات الاخرى، ويعد العراق من بين الدول الرئيسية التي تعاني هذه الازمة منذ ان تأسست الدولة العراقية الحديثة عام 1921 إلى وقتنا الحاضر وبدرجات متفاوتة بين حقبة زمنية واخرى.
وأصبح سر وجود الحكام الذين توالوا على حكم العراق، يرتبط بالعزف على وتر تلك المشكلة. وازداد الامر سوءا بعد الاحتلال البريطاني والاحتلال الامريكي التي لم تتوان تلك الدول المحتلة عن إثارة المشاكل لدى المكونات الاساسية للمجتمع العراقي والتي هي بالأساس تعاني من ارهاصات كامنة وتراكمات نفسية واجتماعية وسياسية تم تفجيرها تحت عدة مسميات جعلت البلد مهيأ لفقد اغلب الروابط والاواصر التي كانت تسد لحمته وتراصه، وتفتت نسيجه الاجتماعي.
لقد تعددت التصريحات والتطورات حول تقسيم العراق أو وحدته، ويبدو انها تقوم على تمييز غير دقيق ما بين الدولة والمجتمع. ان وحدة العراقيين تتجسد في نسيج علاقاتهم الاجتماعية، وفي ثقافة التسامح المستمدة من الدين والخبرة المشتركة واحترام الجيرة، ومشاعر الانتماء للأرض والتاريخ اما الدولة فهي بقدر ما نجحت في بناء مؤسسات وطنية فأنها ايضا فشلت إلى حد كبير في ايجاد ثقافة وطنية شاملة تؤسس قاعدة صلبة لهوية وطنية، ولذلك كانت دائما عرضة للنقد.